جنود الاحتلال يطلقون الذخيرة الحية على سيارة أقلّت طلابًا، بعد أن تمّ فحصها عند الحاجز

حسن حماد، 15 عامًا، وثلاثة أشقاء هم أمير، زين وزكريا حماد، تتراوح أعمارهم بين 8 و 14 و 16، هم فلسطينيون أصحاب جنسية أمريكية، من سكان قرية سلواد قضاء رام الله. يدرس الأربعة في مدرسة خاصة في مدينة رام الله، ويصلون كلّ يوم إلى المدرسة ويعودون منها بسفريّة خاصة. يوم الاربعاء، الموافق 9/12/2015، سافر الأربعة إلى منازلهم مع انتهاء الدوام المدرسيّ بالسيارة التي قادها عبد القاهر حماد، أحد سكّان القرية، والذي يوصلهم إلى المدرسة بانتظام. وفي حوالي الساعة 14:30، عندما سافروا على الطريق الذي يربط بين القريتين عين يبرود وسلواد، وبعد أن مرّوا عبر النفق المتواجد تحت شارع 60، اصطدموا بحاجز فجائيّ يحرسه جنود. توقفت السيارة، وبعد فحصها سمح الجنود للسائق بمواصلة طريقه. مباشرةً بعد أن بدأ بالسفر، أطلق الجنود رصاصتين على السيارة، حطّمت إحداها الزجاج الخلفيّ واخترقت الزجاج الأمامي. انطلق السائق بسرعة من المكان، وعولج القاصرون، الذين أصيبوا بنوبة هلع، في العيادة المحلية في سلواد.

السائق، عبد القاهر حماد، 47 عامًا، وصف الحادث لإياد حداد، الباحث الميدانيّ لبتسيلم:

لديّ عقد مع عائلتين فلسطينيتين تحملان الجنسية الأمريكية بتوصيل أبنائهم كل صباح إلى مدرسة خاصّة في رام الله وإعادتهم إلى سلواد ظهرًا. يوم الأربعاء الموافق 9/12/2015، عند حوالي الساعة 14:30 ظهرًا، كنا عائدين إلى سلواد. سافرنا عبر النفق الموجود تحت شارع 60 واصطدمنا بحاجز فجائيّ للجيش كان مصنوعًا من المسامير. انتظرنا 15-10 دقيقة، حتى انتهى الجنود من فحص السيارتين اللتين تقدمتانا.

عندما وصلنا إليهم رأيت ثلاثة جنود. وقف أحدهم على تلة بجانب الشارع، على بعد حوالى عشرين مترًا منا، ووجّه بندقيّته نحوي. اثنان من الجنود عند الحاجز أمراني بالتوقف وتوقفت. أمرا حسن حماد، الذي جلس في المقعد بجانبي، بالخروج من السيارة. فتحا أيضًا الباب الخلفي ونظرا في الداخل للتأكد من أنّ الركاب هم حقًا أولاد يحملون الحقائب. تحدثا مع حسن باللغة الإنجليزية، وهي لغة لا أفهمها. بعد حوالي خمس دقائق أمرا حسن بدخول السيارة وسمحوا لنا بالذهاب.

شغّلت سيارتي وقدت بطريقة طبيعية تمامًا. سافرت حوالي عشرة أمتار، ثم أطلقوا النار على السيارة. دخلت الرصاصة من الزجاج الخلفي واستقرت في الزجاج الأمامي. سمعت طلقة أخرى، لكني لا أعرف أين استقرت. كنت خائفًا جدًا وبدأ الأطفال بالبكاء والصراخ. ضغطت على دواسة البنزين وزدت السرعة إلى أقصى حدّ للهروب. أسرعت إلى درجة أني حدتُ إلى هامش الطريق وسافرتُ فوق حجارة كبيرة. واصلت الهروب. فقط عندما وصلت المنزل اكتشفت أنّ عجلة السيارة مثقوبة. لم أسمع الجنود على الإطلاق يطلبون منّي التوّقف مرة أخرى.

وصف حسن حماد لاياد حداد، الباحث الميدانيّ لبتسيلم ما حدث:

حسن حماد. تصوير: إياد حداد, 10/12/2015.أعيش في سلواد مع جدي، ووالداي يعيشان في الولايات المتحدة. أنا مواطن أمريكي، وأدرس في المدرسة الأمريكية “النجاح” في رام الله. هناك سائق يقلّنا أنا وطلابًا آخرين من البيت إلى المدرسة ذهابًا وإيابًا.

يوم الأربعاء الموافق 9/12/2015، بعد انتهاء الدوام المدرسيّ، جلست بجانب السائق وجلس في المقعد الخلفي اخوتي أمير، زين وزكريا حماد، الذين يدرسون معي في المدرسة. هم أيضا مواطنون أمريكيّون. زهاء الساعة 14:30 أوقفنا الجنود عند حاجز فجائيّ على المدخل الغربي للقرية.

تقدّمتنا سيارتان. عندما جاء دورنا، أمرني الجنود بالخروج من السيارة. أحد الجنود أخذ يسألني باللغة الانجليزيّة : كم عمرك، أين تسكن، لماذا جئت من الولايات المتحدة، هل ألقيت الحجارة، هل رأيت مشاكل أو متظاهرين، وأسئلة أخرى مثل هذه. أجبته بنبرة عادية دون أي توتر. استمرت أسئلته حوالي 7-5 دقائق. ثم أمرني بالدخول إلى السيارة وقال لي: “Go Fuck Yourself.” لم أردّ. بدأ السائق يسافر ببطء. تمكن من الابتعاد فقط عشرة أمتار ثم أُطلِقَت رصاصتان، واحدة تلو الأخرى من خلفنا. إحدى الرصاصات اخترقت الزجاج الخلفيّ وتناثرت شظاياه في كل مكان. شعرت بأني سأموت، وبدأ الجميع يصرخون ويبكون. لم يتوقّف السائق بل ساق بسرعة كي يهرب من المكان.

قدم عبد الله حماد، والد أمير، زين وزكريا، شكوى في مكاتب الارتباط الفلسطيني على إطلاق النار من قبل الجنود الأمر الذي عرّض حياة أولاده للخطر. ردًا على ذلك، أبلغ الجيش الارتباط الفلسطينيّ أن أحد الأولاد رمى مفكًا باتجاه الجنود. هذا الادعاء لا يتوافق مع شهادة السائق والقاصرين، والتي لا توجد أدّلة تثبتها. في أي حال، حتى لو كان في الادّعاء ما هو حقيقيّ، فإنّه لم يكن هناك أي مبرر لإطلاق النار على السيارة وقد تمّ خلافاً لتعليمات إطلاق النار. لحسن الحظ، لم يصب أحد من الطلقات النارية التي اخترقت السيارة.

شاهد أيضاً

مستعمرون ينصبون خياما غرب سلفيت

سلفيت 16-4-2024 – نصب عدد من المستعمرين، اليوم الثلاثاء، خياما في بلدة كفر الديك غرب …