قصة داليا سمودي:  الأم الشهيدة في جنين

مشهد استشهاد داليا

“الحقوني.. الحقوني”، كانت صرخة الاستغاثة والكلمات الأخيرة التي أطلقتها الشهيدة داليا عند الثالثة من فجر الجمعة 7-8-2020 ، في منزل زوجها في حي الجابريات في مدينة جنين، بعدما باغتتها رصاصة جيش الاحتلال الاسرائيلي في الصدر مباشرة، فأوقفت دورة الحياة في جسدها في تمام الساعه الثانية ظهراً بعدما خاض الأطباء في المستشفى معارك عديدة لإنقاذها، لكنها باءت بالفشل.

الرصاصة اخترقت الكبد والبنكرياس والشريان الأبهر، “وعانت داليا من نزيف حاد جداً، وأُجريت لها عدة عمليات جراحية، ثم أُدخلت إلى غرفة العناية المكثفة، لكنها استشهدت من تأثير الإصابة القاتلة.

حرموها إيصال الحليب لطفلها!

على صوت بكاء طفلها إلياس، نهضت داليا لتحضير الحليب له، وعندما سمعت صوت الرصاص واستنشقت الغاز المسيل للدموع، توجهت لإغلاق نافذة المنزل لحماية طفليها سراج وإلياس وأُسرتها ومنع تسرب الغاز لمنزلها، لكن جنود الاحتلال كانوا يطلقون النار بغزارة، فأُصيبت داليا برصاصة في صدرها، وكانت آخر كلماتها استغاثة لزوجها لإنقاذها.

الطفلين سراج وإلياس دون أُمهما

خبر مفزع وقتل أُم ترضع طفلها، وقف الجميع بصمت وحسرة أمام دموع العائلة والأهل والجيران، خاصة مع حضور طفليها، فقد بكى سراج وإلياس لشدة خوفهما عندما شاهدا الجميع يبكون، بمن فيهم والدهما ، عمهما عماد استجمع قواه ومسح دموعه، وقال: “المؤلم أنهما يبكيان ولا يشعران أو يعرفان حجم الألم ومعنى الفاجعة التي حلت بنا وبهما، إنها فاجعة كبرى ألمت بنا جميعاً، نبكي لشدة حسرتنا على شبابها وطفليها، ما ذنبهما؟”.

غادرت الأم داليا قبل أن تتحقق أحلامها، كانت أروع الأمهات التي انتظرت أفراحا كثيرة مع عائلتها، لكن رصاص الاحتلال صنع جرحاً سيبقى ينزف كلما كبر الصغار، فهل نام سراج وإلياس ليلتهما الأولى دون والدتهما وحضنها وحنينها؟ كيف ناما؟ ومن أعد لهما الحليب؟ فما أقسى ليلتهما الأولى وما أصعب القادم.

شاهد أيضاً

صحفي إسرائيلي يحرض على المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى

مقال كتبه الصحفي نوعم أمير في صحيفة “مكور ريشون” بعنوان: “كذب حرية الديانة: قولوا للجميع …