إباحة قتل القاصرين

المصدر: منظمة بيتسيلم

تشير وسائل الإعلام أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو طالب المستشار القضائيّ يهودا وينشتاين بالمصادقة على استخدام الرصاص الحيّ ضد راشقي الحجارة في القدس الشرقية، وذلك في أعقاب الحادث الذي أودى بحياة الكسندر لبلوفيتش، أحد سكّان القدس، الذي تسبب في موته حسب الاشتباه رشق الحجارة على سيارته. و ذلك، لتمكين قوات الشرطة في التي تواجه الفلسطينيين راشقي الحجارة، من إطلاق الرصاص من نوع “توتو” والمعروف باسم “روجر”، وهي عيارات نارية بقطر 0.22 بوصة، وتأثيرها أقلّ من تأثير الرصاص “العاديّ”، لكنها قد تكون قاتلة أو تسبب أضرارًا خطيرة.

وفق تقديرات منظمة بتسيلم، والتي تتأسس على تجربة السنوات الأخيرة في الضفة الغربية، فإنّ مصادقة المستشار القضائيّ لن تؤدي إلى النتيجة التي تسعى إليها الحكومة، أي ” تهدئة المنطقة” ، وإنّما على العكس من ذلك، سوف تجلب عواقب وخيمة وإلى توسيع دائرة العنف. علاوة على ذلك، فإن قرارًا كهذا سيخالف تقرير لجنة أور، التي حدّدت بأنه “ينبغي أن يكون واضحًا، وبشكل قاطع، أن إطلاق الرصاص الحيّ على يد رجال الشرطة، بما في ذلك رصاص قناصة، لا يشكّل وسيلة لتفريق الحشود. الرصاص الحيّ هو وسيلة لعلاج حالات خاصة … يجب أن تنصّ القاعدة العامة، على أنّه يمكن استخدام وسائل فتاكة فقط في الحالات التي يكمن فيها خطر حقيقي وفوري على حياة البشر”.

منذ بداية العام الحالي، قتلت قوات الأمن ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية برصاص “توتو” في حوادث رشق الحجارة والتي لم تواجه فيها قوات الأمن خطر الموت. أصيب أربعة فلسطينيين آخرون، بينهم قاصران، قتلوا على أيدي قوات الأمن في أحداث من هذا النوع، بالرصاص الحيّ “العادي”. هذا من ضمن 20 فلسطينيا قتلوا على يد قوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ بداية العام. أصيب عشرات الفلسطينيين في اشتباكات من هذا النوع، وبعضهم تعرّض لإصابات خطيرة.

إلى جانب الخطر الكامن بالسماح باستخدام سلاح فتاك، يتّضح من تجارب المراقبة المتراكمة، بعد إطلاق رصاص من نوع “توتو” في الضفة الغربية، أن هناك تآكلا تدريجيًا للقيود المفروضة على إطلاق النار، الأمر الذي أدى إلى زيادة استخدام هذا السلاح اليوم. يطلق القناصة رصاص “توتو” بانتظام على الفلسطينيين في أنحاء متعدّدة في الضفة الغربية، في ظروف أبعد ما يكون عن تلك التي تجيز فيها التعليمات باستخدام الذخيرة الحية. وعلى عكس التصريحات الرسمية التي يبدو فيها وكأنّ إطلاق النار مراقب ومحدّد، يبدو أن القوات الفاعلة في الميدان تتلقى بسهولة إذنًا بفتح النار على راشقي الحجارة، حتى عندما لا يشكّلون أي خطر على القوات. بالإضافة إلى ذلك، يطلق القناصة النار على مناطق في الجسم يحظر إطلاق الرصاص عليها، وبالتالي فهم يزيدون من خطر الإصابة القاتلة.

تحذّر منظمة بتسيلم منذ سنوات من استخدام الجيش لرصاص “توتو” في المنطقة، كما أن تصريحات الناطق باسم جيش الدفاع الإسرائيلي وضباط الجيش والشرطة، تتناقض مع تصريحات لواء الدفاع العسكريّ بأن تعليمات استخدام رصاص “تو لا تو” خطيرة ومقيّدة. عمليًا، الرسالة التي يبثّها الجيش للجنود في الميدان هي أن الحديث لا يدور حول سلاح فتاك وخطير وإنما حول وسيلة أخرى لتفريق المظاهرات. هذه الرسالة مخالفة للقانون وتعرّض حياة البشر للخطر.

تشير التقارير الإعلامية إلى أن مجلس الوزراء قد صادق على خطة الشرطة التي تشمل استخدام الكلاب الهجوميه واتخاذ تدابير العقاب الجماعي ضد سكان القدس الشرقية، بهدف الضغط عليهم لردع المشاركين في الاشتباكات. تشير هذه التقارير، وفقا لمنظمة بتسيلم، إلى أن الحكومة عازمة على مواصلة التعامل مع الوضع في القدس الشرقية من خلال استخدام القوة. جرّبت إسرائيل هذا الأسلوب في أماكن أخرى في الماضي. لا جدال حول التزام السلطات بالحفاظ على النظام العام وحماية السكان، ولكن الحديث يدور حول توجّه غير قانوني وغير أخلاقي، يتجاهل من جهة واقع الحياة في القدس الشرقية والانتهاكات اليوميّة للحقوق الإنسانيّة للسكان الفلسطينيين، ومن جهة أخرى يتخذ التدابير الأكثر عدوانيةً ضد الجمهور نفسه.

شاهد أيضاً

صحفي إسرائيلي يحرض على المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى

مقال كتبه الصحفي نوعم أمير في صحيفة “مكور ريشون” بعنوان: “كذب حرية الديانة: قولوا للجميع …