الجيش الإسرائيلي يسيطر على منازل فلسطينيين بهدف حراسة المستوطنين في الخليل

يوم الخميس الموافق 24.11.16 في الساعة الثانية صباحًا وصلت قوّة عسكريّة إلى منزل عائلة أبو منشار في حيّ جبل الرحمة، المطلّ على البلدة القديمة في الخليل. أيقظت القوّة العسكريّة أفراد الأسرة من نومهم، وأبلغتهم أنّ بحوزتها أمرًا يسمح لها بالاستيلاء على المنزل. بناءً على طلب الأسرة، أبرز الضابط المسؤول الأمر أمامهم، وكان الأمر يسمح فعليًّا بالسيطرة فقط على سطح المنزل. بعد نقاشات دارت بين الأسرة والضابط أبلغ الأخير أنّه موافق على الاستيلاء على سطح المنزل فقط، بشرط أن تترك الأسرة الباب مفتوحًا لتمكين الجنود من استخدام المرحاض. مكث الجنود على سطح المنزل حتى ساعات الصباح وعادوا إليه مرّة أخرى في ذلك المساء ومكثوا هناك حتى الليل. خلال مكوثهم استخدم الجنود المرحاض والمطبخ التابعين للأسرة.

في الثامنة من مساء اليوم التالي – الجمعة، الموافق 25.11.16، حضرت قوّة عسكرية إلى منزل عائلة دعنا أيضًا، الواقع في حي وادي النصارى في الخليل، قرب السياج الأمني لمستوطنة كريات أربع، وأبرزوا أمرًا بالاستيلاء. الأمر الذي أُبرزه الجيش لأفراد عائلة دعنا سمح بالاستيلاء على المنزل كاملاً وليس فقط على سطح المنزل. استولى الجنود على المنزل، وضمن ذلك على غرفة لإحدى الفتيات، ورود دعنا، 17 عامًا، وناموا في سريرها وعلى أرضية الغرفة. مكثوا في المنزل حتى الساعة 8:00 صباحًا، أكلوا في المطبخ، واستخدموا الحمّام ومناشف أفراد الأسرة. وخوفًا على سلامة الأبناء، أرسل الأهل اثنين منهم إلى منزل أقارب لهم.

ضمن تقرير نُشر في 8.12.16 في الموقع الإخباري “واي نت” حول هذه الأحداث، جاء في تعقيب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أنّ الاستيلاء على المنازل جرى في إطار تأمين منطقة الحرم الإبراهيمي خلال احتفالات “سبت حياة سارة”، وقال الناطق أنّه سيتمّ فحص مزاعم استخدام الجنود ممتلكات أصحاب المنازل التي استولوا عليها. يتبيّن ممّا نشرته مواقع تابعة للمستوطنين أنه قد شارك في الاحتفالات نحو 30 ألف شخص، من بينهم أعضاء كنيست ووزراء، وأنّها أقيمت تحت شعار “السيادة على أرض إسرائيل، الآن”.

سلوك الجيش في الحالات الموضحة أعلاه يعكس رؤية الجيش في أنّ منازل الفلسطينيين هي بمثابة منطقة مُباحة يمكن اقتحامها كلّ لحظة والتصرّف فيها كما يحلو لهم، دون اعتبار لحقوق سكان المنازل ومجرى حياتهم اليومية. دخول الجيش إلى منزل خاصّ يُعدّ عملاً عدوانيًا ومُهينًا إذ إنّه يرعب سكان المنزل ويمسّ خصوصيّاتهم ويعيق قدرتهم على إدارة حياة طبيعية. الانتهاك الصارخ لحقوق هذه العائلات لم يكن نتيجة لأيّ تصرف من جانبهم، ولكن ببساطة لأنهم، ولسوء حظهم، يسكنون بالقرب من المناطق التي استولى عليها مستوطنون برعاية الدولة. هذا السلوك غير المشروع هو مجرّد تعبير آخر يعكس مجرى الحياة اليومية وسطَ مدينة الخليل، حيث تُخضِع سلطات الاحتلال حياة الفلسطينيين لأهواء المستوطنين.

شاهد أيضاً

ارهاب المستوطنين

مستعمرون يشرعون بإنشاء بؤرة استعمارية في الأغوار الشمالية

الأغوار 16-4-2024 – شرع مستعمرون، اليوم الثلاثاء، بإنشاء بؤرة استعمارية في الأغوار الشمالية.إلى الشرق من …