(العربية) فلسفة القتل راسخة عندهم

Sorry, this entry not available in Hebrew language, only available in ערבית and אנגלית אמריקאית.

كتب : عمر حلمي الغول

كشف استطلاع رأي اجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي نشرته صحيفة “جيروزليم بوست” الإسرائيلية يوم الاحد الموافق 29 نوفمبر الماضي، ان “اكثر من نصف الإسرائيليين، بنسبة 55% يعتقدون ان الجيش الإسرائيلي يجب ان يقتل الفدائيين الفلسطينيين، حتى لو لم يعودوا يشكلوا أي خطر.” ليس هذا فحسب، بل ان “37% من الإسرائيليين ايدوا قتل الفلسطينيين الذين لا يشكلون أي تهديد.” أي القتل من اجل القتل. وأضاف التقرير ان ” 45,5% يؤيدون استهداف السكان المدنيين في غزة لردع اطلاق الصواريخ على إسرائيل.” كما وتؤيد اغلبية ساحقة منهم، ونسبتهم 71% حكم الإعدام على فلسطينيين مدانين.” أي اعدام أي فلسطيني يدافع عن حقه في الحياه.

“37% من الإسرائيليين ايدوا قتل الفلسطينيين الذين لا يشكلون أي تهديد.”

والحقيقة الماثلة للعيان للمواطن الفلسطيني، وحتى للمراقب الموضوعي تقول ان المجتمع الصهيوني المركب على الاس الاحلالي الاجلائي للفلسطينيين، والمبني بمختلف مكوناته الاجتماعية والسياسية والدينية والتربوية والثقافية والحزبية وفق المعايير العسكرتارية الأمنية صيغ وعيه وهندسته وفق معايير نفي الاخر الفلسطيني، وبالتالي نسبة المؤيدون لعمليات القتل والاعدام تفوق بكثير ما رصده الاستطلاع الأخير. لان الصهيوني القادم من اصقاع الأرض ليحتل اراضي وبيوت ومزارع ومصانع وثروات أبناء الشعب العربي الفلسطيني استنادا الى الرواية الصهيونية المزورة والكاذبة، ترسخت لديه القناعة بضرورة قتل وابادة صاحب الأرض والتاريخ والهوية والموروث الحضاري في فلسطين العربية التاريخية، كي يبقى ويسيطر على الأرض والوطن الفلسطيني.

وعليه اعتقد، ان القائمين على الاستطلاع خفضوا كثيرا من نسبة الحقيقة في أوساط الصهاينة مرتكبوا جرائم الحرب على مدار القرن الماضي. لان من لا يؤمن بنفي الفلسطيني، أي بقتله وتصفية قضيته السياسية والقانونية والإنسانية، يفترض ان يكون على الأقل مؤيد لخيار السلام والتعايش والتسامح، والحقيقة تقول غير ذلك، هناك انخفاض حاد في نسبة مؤيدوا السلام. ولا أقول عليه ان يغادر ويترك ارض فلسطين لاصحابها، لان له وطن، وانتماء قومي في احدى دول العالم، وله جواز سفر وثقافة مغايرة.

لكن المراقب للخط البياني التاريخي للوجود الصهيوني في الأرض الفلسطينية قبل وبعد إقامة دولة التطهير العرقي الإسرائيلية، لاحظ ان الناظم الأساس لسياسات وممارسات مؤسسات العصابات الصهيونية الاجرامية قبل إقامة الدولة، وبعد اقامتها “المدنية” والعسكرية الأمنية والدينية والثقافية تقوم على ركيزة أساسية عنوانها تصفية الشعب الفلسطيني وقضيته، وتبديد روايته الاصلانية. ومن بقي من الفلسطينيين يجري العمل على غسل ادمغتهم وفق الرواية الكولونيالية الاجرامية، واخضاعهم لسياسة الفصل العنصري بكل المعايير الاجتماعية والاقتصادية والقضائية القانونية والثقافية التربوية وطبعا العسكرية، ودفعهم وفق سياسة منهجية لعملية ترانسفير تدريجي من خلال ادامة الحرب والعنف والإرهاب الدولاني المنظم الإسرائيلي عليهم في كل تجمعاتهم.

اذا استطلاع الرأي على أهمية ما حمله من معطيات، واقراره بان الأغلبية الإسرائيلية الصهيونية تؤمن بقتل الفلسطيني، بغض النظر ان كان فدائيا ام مواطنا عاديا بسيطا، لم يقل الحقيقة كاملة، ولم يدون النسبة الصحيحة، التي دونها المستطلعون من الصهاينة. فالشارع الصهيوني بمختلف تلاوينه السياسية والدينية والطائفية والمذهبية اليهودية، هو شارع يؤمن ايمانا راسخا بقتل الاخر الفلسطيني العربي. وهذا هدف المشروع الصهيوني الرجعي الفاشي التاريخي، والذي لم يتراجع القائمون عليه قيد انملة عن خيارهم الأساس. لا بل تعمقت لديهم فلسفة القتل للفلسطيني نتيجة تراجع وضعف المشروع الوطني الفلسطيني، المتلازم مع تعاظم ازمة المشروع القومي العربي، وغياب حركة التحرر العالمية، وفي الوقت نفسه، مع ازدياد واتساع الدعم والاسناد لدولة الإرهاب المنظم الإسرائيلية من قبل الغرب الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة، وحمايتها من المساءلة الأممية، وتغطية جرائمها ومذابحها ومجازرها على رؤوس الاشهاد. رغم صدور مئات القرارات الأممية من مختلف منابر هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية.

ولو قرأنا جيدا ما حدث مؤخرا في انتخابات الكنيست ال25 مطلع نوفمبر الماضي، وتوقفنا امام صعود اليمين الصهيوني المتطرف (الفاشي/ النازي)، ومن شاهد بام عينه الاعدامات الميدانية وعمليات القتل المتزايدة في الضفة والقطاع في هذا العام، التي طالت حتى الان ما يقارب ال200 مواطن فلسطيني بريء واعزل، او حاول الدفاع عن نفسه امام وحشية العدوان لضباط وجنود جيش الموت الإسرائيلي، لادركنا دون عناء، ان الاستطلاع شابه ثغرات كبيرة، وجانب الحقيقة الساطعة، ولم يعلنها على الملأ، خشية من تداعيات كشفها على الدولة الاستعمارية امام الرأي العام العالمي عموما، واتباع الديانة اليهودية في دول الغرب خصوصا، الذين باتوا يتبرأون من صلتهم بالدولة الإسرائيلية مع افتضاح هويتها الحقيقة، والمعروفة لمن انشأها واقامها لتحقيق أهدافه ومآربه الاستعمارية. وللحديث بقية عن الدولة الفاشية الإسرائيلية.

Check Also

עיתונאי ישראלי מסית נגד מתפללים פלסטינים במסגד אל-אקצא

חוות דעת שכתב העיתונאי נועם אמיר בעיתוני “מקור ראשון” בכותרת “שקר חופש הדת: אמור לכל …